Dakwah Pada Era Khulafaur Rasyidin
المقالة الثالثة عشر
الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين
الاسم : ولدان علوم الفهم
المستوى : الخامس
المادة : فقه الدعوة
المحاضر : الشيخ عبد السلام ل.س,م.أ
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين
1. الموقع من التاريخ:
أن عصر الخلفاء الراشدين هو ثاني العصور الإسلامية بالترتيب، وقد بدأ هذا العصر من السنة الحادية عشرة للهجرة، بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حتى السنة 40 هجرية،
2. معنى الخلفاء الراشدين :
الخلفاء كلمة جمع من الخليفة. وعُرفَ الخليفة بأنّه من خلف الرسول في نظام حكم قائم على تولّي الدعوة الإسلامية وقيادة المسلمين وحكمهم بالشريعة الإسلامية، وإيجاد مُناخ اجتماعيّ وسياسيّ عادل للجميع، يتنعم فيه الناس بالأمن والكرامة الإنسانية ووسائل الحياة المريحة وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، وهو نظام استمر لأربعة عشر قرنا. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "الخلافة من بعدي ثلاثون سنة" رواه......
أما كلمة الراشدين فهي جمع راشد، ويقصد من هذه الكلمة انها بمعنى المهتدي بهدي الإسلام ويهدي القرآن ويهدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أول من تولى هذا النظام، وحمل هذا الإسم، فكان أول الخلفاء المسلمين، وأول خليفة راشدي،
3. أهمية عصر الخلفاء الراشدين في الدعوة
امتد عهد الخلفاء الراشدين من السنة (11ه إلى 40ه)، أي ثلاثين عاما، والمنهج الدعوي فيه ليس إلا امتداداً للعهد النبوي، وترسيخا لمبادئه التي تسير وفق المنهج القرآني الذي بيَّن منهج الدعوة وأساليبها مع المدعويين بجميع أصنافهم، وظهر الاهتمام الدعوي في عهد الخلفاء الراشدين بأمرين، هما:
- إرشاد المسلمين وتوجيههم إلى حكم الله وهدي الرسول ﷺ في كل أمر ديني ودنيوي في خطب الجمعة والأعياد وفي كل مناسبة.
- تبليغ الدعوة لغير المسلمين بكافة الأساليب وشتى الوسائل الدعوية، وكان الصحابة رضي الله عنهم يقومون بالدعوة في البلاد المفتوحة حتى يسلم أهلها ويدخلون في الإسلام اختياراً ورغبة.
4. تاريخ الدعوة في عهد الخلفاء الراشدين بالترتيب
* الخليفة الأول :أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
من مواقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الدعوة:
- امتثال أمر النبي ﷺ بعد وفاته بتنفيذه جيش أسامة بن زيد رضي الله عنه، وجهوده في القضاء على الدعوات المضللة لما سيَّر الصديق رضي الله عنه جيش أسامة رضي الله عنه ومضت ثلاثة أيام، عيَّن الصديق بعض كبار الصحابة على منافذ المدينة، وعندما أغار على المدينة بعض المرتدين ليلاً خرج الصديق إليهم بمن كان معه في المسجد ففر المغيرون، وأدركهم الصديق فحصل اللقاء، ووضع الصديق فيهم السيف ثم رجع إلى المدينة، واستقر فيها حتى عاد جيش أسامة منتصرًا، وبعدها خرج الصديق إلى ذي القصة فعقد أحد عشر لواء لقتال المرتدين، وجعل على كل لواء قائدًا، ووجههم جميعاً إلى جهات من الجزيرة، وهي الجهات التي فيها الردة.
- دعوة المرتدين ليرجعوا إلى الإسلام: ارتدت العرب بعد وفاة النبي ﷺ، فمنهم من أنكر الاستجابة لهذه الدعوة بالكلية، ومنهم من امتنع عن الاستجابة لبعضها فمنعوا أداء الزكاة، ولم يبق من العرب على أمر الدعوة إلا أهل المسجدين مكة والمدينة.
- جمع مصدر الدعوة الأول (القرآن الكريم): عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: أرسل إليَّ أبو بكر بعد مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني. فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس، وإني لأخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن إلا أن يجمعوه، وإني لأرى أن يجمع القرآن. قال أبو بكر: فقلت لعمر: كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: هو والله خير. فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري، فرأيت الذي رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك شاب عاقل ولا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ؛ فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن، فقلت: كيف تفعلان شيئاً لم يفعله النبي ﷺ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير. فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت لم أجدهما مع غيره، قال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) [التوبة: ١٢٨]،
فكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
* الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
أرسل الله رسوله محمداً ﷺ داعياً بإذنه وسراجاً منيراً واقتبس الصحابة منه هذا النور ولما توفاه الله حمل هذا النور أبو بكر ومضى به في الأمة يدعو إلى الله سبحانه ولما قضى، حمل الراية الفاروق عمر يدعو إلى الله تعالى، ولقد شهدت الأمة للفاروق رضي الله عنه بغزارة العلم والفقه،
فأما تاريخه في الدعوة إلى الله تعالى، فهو حافل بالمستجدات في عصره، ومن ذلك:
- بدأ هو بنفسه بالدعوة إلى الله حيث كان يخطب الناس بالمدينة ويوجه ويرشد وقد حفظ التاريخ للفاروق كثيراً من خطبه، فقد خطب عمر بن الخطاب على منبر الرسول ﷺ فقال: (إنه قد نزل تحريم الخمر وفي خمسة أشياء العنب، التمر، الحنطة، العسل، الشعير).
- جعل المدينة داراً للفتوى والفقه وعاصمة الدولة الإسلامية وموطن الخلافة وبعد الفتوح اتسعت رقعة الإسلام، وقد كانت المدينة تحتل المكانة المرموقة بين سائر الأمصار وكانت مجمع للصحابة ذوي السبق في الإسلام استبقاهم حوله حرصاً عليهم ورغبة في أن يكونوا عوناً له في سياسة الأمة والاستعانة بعلمهم واسترشاداً بآرائهم ومشورتهم، وقد بلغ فقهاء الصحابة المفتون (130) صحابياً مفتياً، وقد جعل المدينة مدرسة تخرج العلماء والقضاة وإذا نظرنا إلى المدارس العلمية الأولى وجدنا الأثر العمري عليها لأن المؤسسين لها تأثروا في فقه الفاروق رضي الله عنه.
- كان عمر رضي الله عنه إذا اجتمع إليه جيش بعث عليهم رجلاً من أهل العلم والفقه يعلم الجند أمور دينهم وما قد يعرض لهم من الأمور والأحكام الفقهية والقران.
- فرض عمر الرواتب للدعاة من بيت مال المسلمين للمعلمين والمفتين حتى يتفرغوا لأداء مهمتهم في التعليم والإفتاء وحتى الذين يعلمون الأطفال تكفل الفاروق بأرزاقهم، وقد كان في المدينة ثلاثة معلمين يعلمون الصبيان فكان عمر يرزق كل منهم خمسة عشر درهم في كل شهر.
- كتب عمر إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنه وهو بالبصرة يأمره أن يتخذ للجماعة مسجداً وللقبائل مسجداً فإذا كان يوم الجمعة انضموا إلى مسجد الجماعة وشهدوا الجماعة.
* الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه:
لُقب عثمان بن عفان رضي الله عنه بذي النورين، لأنه تزوج ببنت النبي ﷺ رقية، وحين توفيت تزوج بأختها الثانية أم كلثوم رضي الله عنهم
ومن أهم أعمال الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه في الدعوة :
- فتح أذربيجان والري وأرمينية والإسكندرية وأفريقيا (تونس).
- أنشأ أول أسطول بحري إسلامي.
- جمع القرآن على عدة نسخ، وجمع الناس عل حرف واحد؛ خوفاً منه على اختلاف الأمة في القراءة لما اتسعت الدولة وتعددت الأمصار.
- توسيع المسجد النبوي؛ فقد كثر سكان المدينة، وزاد عدد المصلين حتى إنهم لا يجدون مكاناً في المسجد لأداء الصلاة.
* الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:([25])
من مواقف علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الدعوة مع أبي ذر الغفاري رضي الله عنه:
- قام علي بدور عظيم في أخذ أبي ذر إلى مقر الرسول ﷺ فحينما سمع أبا ذر بالنبي ﷺ قدم إلى مكة، وكره أن يسأل عنه، حتى أدركه الليل فاضطجع فرآه علي فعرفه أنه غريب، فاستضافه ولم يسأل عن شيء، ثم غادر صباحاً إلى المسجد الحرام فمكث حتى أمسى فرآه علي فاستضافه لليلة ثانية وحدث مثل ذلك الليلة الثالثة ثم سأله عن سبب قدومه.
فلما استوثق منه أبو ذر أخبره بأنه يريد مقابلة الرسول ﷺ، فقال له علي: فإنه حق، وهو رسول الله فإذا أصبحت فاتبعني فإني إن رأيت شيئاً أخاف عليك قمت كأني أريق الماء، فإذا مضيت فاتبعني فتبعه وقابل الرسول ﷺ واستمع إلى قوله فأسلم: فقال له النبي ﷺ: (ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك أمري).
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
خلافة النبوة ثلاثون سنة.. ثم يكون الحكم ملكاً وجبروتاً
من دلائل النبوة وصدق الرسالة ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عن الحكام من بعده وخلافتهم،
ففي سنن أبي داود أنه قال:«خلافة النبوة ثلاثون سنة ثم يؤتي الله الملك من يشاء أو ملكه من يشاء»،
وفي الترمذي عن سفينة أنه قال: «الخلافة في أمتي ثلاثون سنة ثم ملك بعد ذلك».
وجاء في التمهيد لابن عبد البر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي»، وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فسماهم خلفاء،
وقال: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون إمرة وملكاً وجبروتاً»، فتضمنت مدة الخلافة الأربعة المذكورين رضوان الله عليهم. الخلفاء الأربعة
وفي تحفة الأحوذي: قال الحافظ السيوطي لم يكن في الثلاثين بعده صلى الله عليه وسلم إلا الخلفاء الأربعة وأيام الحسن، وقال العلقمي بل الثلاثون سنة هي مدة الخلفاء الأربعة، كما حررته
- فمدة خلافة أبي بكر سنتان وثلاثة أشهر وعشرة أيام،
- ومدة عمر عشر سنين وستة أشهر وثمانية أيام،
- ومدة عثمان إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وتسعة أيام،
- ومدة خلافة على أربع سنين وتسعة أشهر وسبعة أيام.
وعن أبي هريرة أن الرسول قال: «يكون بعد الأنبياء خلفاء يعملون بكتاب الله ويعدلون في عباد الله ثم يكون بعد الخلفاء ملوك يأخذون بالثأر ويقتلون الرجال ويصطفون الأموال فمغير بيده ومغير بلسانه ومغير بقلبه ليس وراء ذلك من الإيمان شيء»،
وعن أبي بكرة قال سمعت رسول الله يقول: «خلافة نبوة ثلاثين عاماً ثم يؤتي الله الملك من يشاء فقال معاوية قد رضينا بالملك».
قال ابن كثير في البداية والنهاية، إنما كملت الثلاثون بخلافة الحسن بن علي، فإنه نزل عن الخلافة لمعاوية في ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين، وذلك كمال ثلاثين سنة من موت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه توفي في ربيع الأول سنة إحدى عشرة من الهجرة، وهذا من دلائل النبوة، وبنحو ذلك علق ابن أبي العز الحنفي في شرح الطحاوية.
وقال النووي في تهذيب الأَسماء، مدة خلافة عمر عشر سنين وخمسة أشهر وإحدى وعشرين يوماً، وعثمان ثنتي عشرة سنة إلا ست ليال، وعلي خمس سنين وقيل خمس سنين إلا أشهراً، والحسن نحو سبعة أشهر. خلافة النبوة قال المناوي: أي بعد انقضاء زمان خلافة النبوة يكون ملكاً لأن اسم الخلافة إنما هو لمن صدق عليه هذا الاسم بعمله للسنة والمخالفون ملوك لا خلفاء، وإنما تسموا بالخلفاء لخلفهم الماضي.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
وجاء في تاريخ الطبري:
الخلفاء الراشدون هم الأئمة الأربعة، أبوبكر وعمر وعثمان وعلي، وهم الذين خلفوا رسول الله في قيادة الأمة، ومدة خلافتهم من انتقاله صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى في 12 ربيع الأول سنة 11هـ إلى مقتل علي بن أبي طالب في 17 رمضان سنة 40 هـ، تسع وعشرون سنة وستة أشهر وخمسة أيام، وإذا أضيفت لها خلافة الحسن بن علي، تكون ثلاثين سنة بالتمام،
وقد اختصوا بوصف الراشدين لصفات تميزوا بها في سلوكهم الذاتي وفي إدارتهم لشؤون الأمة ورعايتهم لدينها وعقيدتها وحفاظهم على النهج الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدعوة، والجهاد، وإقامة العدل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر.
منهاج الرشد: ضد الغي والهوى وهو الاستقامة الكاملة على المنهاج النبوي، وقد جاء وصفهم بهذه الصفة في حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور».
وما كان الخلفاء الراشدون يتلقون أو يأخذون نظمهم ولا سياستهم ولا مناهج علمهم وكافة أمورهم إلا من الكتاب المنزل من الله والسنة الموحى بها إلى رسوله،
ولم يكن الاقتصار منهم على الوحي الرباني عن فقر في العلوم والثقافة في عصرهم ولكنه عن علم وقصد واتباع لأمر الله وأمر رسوله.
ولم تقف وظيفة الخلفاء الراشدون عند حفظ الأمن والحكم بين الناس، بل إنها تتعدى ذلك لتشمل كافة مصالح الأمة الدنيوية والأخروية، ومن ثم قاموا على نشر العقيدة الصحيحة وسدوا كافة المنافذ المؤدية إلى الابتداع في الدين أو النقص منه أو الانحراف في فهمه، وقاوموا كل مبتدع أو مشكك في الدين.
المصدر: القاهرة
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••
Komentar
Posting Komentar
Jagalah Ketikanmu Dengan Menulis Secara Bijaksana!!